Get Mystery Box with random crypto!

❖ فصل التولي يوم الزحف! قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا | ❖ ذِڪٰـِۢرىٰ ❖

❖ فصل التولي يوم الزحف!

قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتالٍ أو متحيزاً إلى فئةٍ فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير }

• اعلم أن الفرار من الزحف حيث لا يجوز، من أعظم كبائر الذنوب عند الله تعالى بإجماع العلماء، وفاعله مستحق لغضب اللّه ومقته، وأليم عذابه، وقد ورد في الترهيب من ذلك، والتحذير من فعله في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: « اجتنبوا السبع الموبقات - وذكر منهم - والتولي يوم الزحف »

• وإنما يحرم الفرار، إذا لم يزد عدد الكفار على المثلين، فإن فرّ متحرّفا لقتال كمن ينصرف ليكمن في موضع ويهجم، أو يكون في مضيق فينصرف ليتبعه العدو إلى متسع يسهل القتال فيه، جاز... وكذلك إذا فرّ متحيزا إلى فئة يستنجد بها، جاز، وسواء كانت تلك الفئة قليلة أو كثيرة، قريبة أو بعيدة على الصحيح.

• وقال الإمام: إن كان في الثبات الهلاك المحض من غير نكاية في الكفار لزم الفرار، وإن كان فيه نكاية فيهم ففي جواز المصابرة الوجهان (أي التولي رخصة والثبات عزيمة)
قال النووي في الروضة: هذا الذي قاله الإمام هو الحق، وأصح الوجهين أنه لا يجب الفرار لكن يستحب، انتهى.

• ومذهب الإمام أحمد إذا كان العدو أكثر من الضعف وغلب على ظن المسلمين الهلاك في الإقامة والنجاة في الانصراف، فالأولى لهم الانصراف وإن ثبتوا جاز لهم حرصا في الشهادة.

• ولعمري إن الذي يثبت في مكان لا يؤثر ثباته أثراً في العدو البتة، وليس فيه إلا محض الهلاك كالأعمى يثبت في مواجهة العدو بغير سلاح، أو كالواحد أو الاثنين يقفان على الساحل ليس عليهما ما يرد السلاح، والعدو كثير في مراكبهم تصل سهامهم إلى الساحل، ولا يصل من الثابت إليهم شيء، فثبت على ذلك حتى قتلوه أنه أثم بذلك.
#مشارع_الأشواق ٥١